للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنافقين على هذه النجاحات التي صارت تحققها دولة الإسلام في فترة قياسية من أعمار الأمم .. وقد حدث بين أحد المهاجرين والأنصار خلاف حاول المنافقون استثماره لإشعال سعير الفتنة داخل هذا الجيش المسلح عل هذه الأسلحة تجد أغمادًا لها داخل أجساد المؤمنين وذلك بعدما تعالى

[صراخ الجاهلية داخل معسكر المؤمنين]

وكانت بداية هذا النزاع مزاحًا ثقيلًا من أحد المهاجرين المرحين حيث قام بضرب أخيه الأنصاري برجله أو بيده في مؤخرته فلم يتحمل الأنصاري هذا المزاح الثقيل .. يقول جابر رضي الله عنه: "غزونا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا وكان من المهاجرين رجل لعاب فكسع أنصاريًا فغضب الأنصاري غضبًا شديدًا حتى تداعوا وقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين" (١) ويقول أيضًا: "اقتتل غلامان .. غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار فنادى المهاجر أو المهاجرون يال المهاجرين .. ونادى الأنصار يال الأنصار فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال ما هذا دعوى أهل الجاهلية قالوا: لا يا رسول الله إلا أن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر قال: فلا بأس ولينصر الرجل أخاه ظالمًا أو مظلومًا إن كان ظالمًا فلينهه فإنه له نصر وإن كان مظلومًا فلينصره" (٢).

بهذه العدالة والحكمة تقتل الفتنة مهما كانت كبيرة .. انصر أخاك ظالمًا بمنعه من الظلم وانصره مظلومًا بالدفاع عنه .. لكن عبد الله بن أبي ابن سلول لم تعجبه تلك الحكمة ولا تلك العدالة فقرر أن يثير مزابل


(١) صحيح البخاري ٣ - ١٢٩٦.
(٢) صحيح مسلم ٤ - ١٩٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>