للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على دولته بالفائدة لا سيما وأن هناك ما يبرر قبوله .. فأرجأ عليه السلام قرار الإجلاء إلى مدة مفتوحة على مصالح الدولة المسلمة .. قال عبد الله ابن عمر: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما ظهر على أهل خيبر أراد أن يخرج اليهود منها وكانت الأرض لما ظهر عليها لليهود وللرسول وللمسلمين، فسأل اليهود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يتركهم على أن يكفوا العمل ولهم نصف الثمر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نقركم على ذلك ما شئنا" (١).

يقول ابن عمر: إن ذلك حدث بعد أن نظر عليه السلام إلى رئيسهم التحدث باسمهم .. نظرة تقرأ خارطة الخيانة في عالم اليهود .. وألقى إليه بكلمات لا يصدق فيها إلا نبي .. قال له: "رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة؟ فقال: كانت هذه هزيلة من أبي القاسم. قال: كذبت يا عدو الله" (٢) تلك الكلمات الوقحة التي تلفظ بها ذلك اليهودي ما هي إلا بعض أنفاس اليهود متى ما أمنوا العقوبة .. أما المؤمنون فبعد أن تم لهم النصر .. ذهبوا يلقون عنهم عناء التعب .. والبعض أنهكه الجوع فذهب ليبحث عن لقمة لجوفه الخالي .. لكن هؤلاء لم يجدوا سوى بعض الحمير التي وجدوها خارج المدينة .. فقاموا بذبح بعضها وألقوا لحمها في قدورهم .. أحد هؤلاء اسمه: عبد الله يتحدث عن:

[أكل لحوم الحمر الأهلية]

يقول رضي الله عنه: "أصابتنا مجاعة يوم خيبر ونحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أصبنا للقوم حمرًا خارجة من المدينة فنحرناها فإن قدورنا لتغلي إذ


(١) صحيح البخاري ٣ - ١١٤٩.
(٢) صحيح البخاري ٢ - ٩٧٣ والقلوص هي الناقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>