وزيري .. والزبير يستحق ذلك بعد جهده وجهاده .. فدى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بروحه .. ففداه - صلى الله عليه وسلم - بأمّه وأبيه .. وتجدّد التماهي بين القائد وجنده في أشدّ لحظات كتابة التاريخ والبطولات .. وقدم الزبير للمرّة الثالثة تقريرًا يؤكد تورط يهود بني قريظة في المعركة والحصار .. لكنهم أجبن من أن ينزلوا إلى ساحة العراك .. لذلك فضّلوا الانتظار فقد تنجح عملية اقتحام المدينة .. عندها يسهل الانقضاض على محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن معه .. لكن الحصار طال .. والانتظار طال .. واليهود تعلم أن هذا المحاصر نبي .. وهناك داخل السور رجال يؤكّدون لمن حولهم من اليهود أن هذا هو النبي المنتظر .. كان هناك أكثر من ثلاثة رجال يحاولون إقناع من حولهم أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - نبيّ -لكن اليهود تعاند- واليهود لها تاريخ دموي مع أنبياء سابقين .. فقد تمكنت من اغتيال عددٍ منهم .. فما المانع أن يكون محمد - صلى الله عليه وسلم - ضمن قائمة من حكم عليهم بالإعدام لدى أحبارهم .. لكن خبث اليهود لم يقتصر على هذا التفكير .. فاحتمال انتصار المسلمين وارد .. والمعجزات قد تأتي في أي وقت وفي أي مكان .. لذلك قامت اليهود بمبادرة تستدرج فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - .. قامت بدور العميل المزدوج حتى تأمن جانب المسلمين في حالة انتصارهم .. وإن كان انتصارهم بعيدًا .. بعيدًا في ظل هذا الحصار والجوع القاتلين .. لكن اليهود تخطّط لأسوأ الاحتمالات .. فماذا فعلت؟
[خيانة ثالثة لليهود]
والخيانة تشمكل نسبة لا بأس بها من دمائهم وعروقهم .. اجتمع أحبارهم وزعماؤهم .. وقرّروا بعث رسول إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - .. يظهرون فيه أنهم معه في هذه المعركة .. وأنهم جاهزون لأي إجراء يتّخذ ضدّ قريش وغطفان .. وقدّموا الدليل على ما يدّعون ..