للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحلها [فليس أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسترها .. قال: فأتيناه .. فقال: لم نضر] .. فركبنا ثم اكتنفناه أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فلما أشرفنا على المدينة أو كنا بظهر الحرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: آيبون عابدون تائبون لربنا حامدون فلم يزل يقولهن حتى دخلنا المدينة" (١) "فدخلنا المدينة فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشمتن بصرعتها" (٢) "ثم نظر إلى المدينة فقال اللَّهم إني أحرم ما بين لابتيها بمثل ما حرم إبراهيم مكة اللَّهم بارك لهم في مدهم وصاعهم" (٣).

كان الجميع بانتظار هؤلاء الفرسان وفتوحاتهم المجيدة .. وكان - صلى الله عليه وسلم - يبادلهم ويبادل مدينتهم الجميلة شوقا وعاطفة .. وكانت:

[المدينة تعد مفاجأة للنبي (صلى الله عليه وسلم)]

فقد فتح النبي - صلى الله عليه وسلم- عينيه على فرحة كفرحة خيبر .. فالذي يقف أمامه الآن حبيب طالما انتظر قدومه .. إنه ابن عمه جعفر بن أبي طالب شقيق على ومعه من تبقى من المهاجرين .. قدموا من الحبشة قبل أيام .. ومعهم من هاجر من اليمن إلى الحبشة أبو موسى الأشعري كان أحدهم .. كانت مفاجاة سارة جدًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - عبر عنها بكلمات من مشاعر "جابر بن عبد الله قال: لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أدري بأيهما أنا أفرح بفتح خيبر أم بقدوم جعفر" (٤).


(١) حديث صحيح رواه البخاري ٥ - ٢٢٢٤ والامام أحمد بن حنبل ١٨٧/ ٣ حدثنا عبد الله حدثنى أبي عن يحيى بن أبي إسحاق سمعت أنس وهو طريق البخاري واللفظ لأحمد والزيادة الأولى لمسلم ٢ - ١٠٤٥ والثانية للبخاري والثالثة لمسلم ٢ - ١٠٤٧.
(٢) حديث صحيح رواه مسلم ٢ - ١٠٤٧.
(٣) حديث صحيح رواه البخاري ٣ - ١٠٥٩.
(٤) حديثٌ حسنٌ رواه الحاكم ٢ - ٦٨١ و ٣ - ٢٣٣ من طريق أجلح عن الشعبى عن جابر =

<<  <  ج: ص:  >  >>