للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أنس: لو كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كاتمًا شيئًا لكتم هذه) (١).

[زيد يخطب زينب للنبي (صلى الله عليه وسلم)]

يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: (لما انقضت عدة زينب قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزيد: فاذكرها عليّ.

فانطلق زيد حتى أتاها -وهي تخمر عجينها- قال: فلما رأيتها عظمت في صدري، حتى ما أستطيع أن انظر إليها -أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكرها- فولّيتها ظهري، ونكصت على عقي، فقلت: يا زينب، أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكرك. قالت: ما أنا بصانعة شيئًا حتى أوامر ربي. فقامت إلى مسجدها، ونزل القرآن) (٢)، أي نزل قول الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا}.

(وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل عليها بغير إذن) (٣) لأنه لا يحتاج إلى ذلك .. فقد زوّجها الله إياه من فوق سبع سماوات .. فكان ذلك تكريمًا لها .. فرحًا لها .. حبًا لها .. كانت رضي الله عنها تبتهج بذلك (كانت زينب تفخر على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - .. تقول: زوجكنّ أهاليكن، وزوّجني الله تعالى من فوق سبع سماوات) (٤) .. وكان في ذلك الزواج تكريم لزيد رضي الله عنه .. فقد خصّه الله بذكر اسمه من بين جميع أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في القرآن .. حقًا لقد كان:


(١) حديث صحيح رواه البخاري (٧٤٢٠).
(٢) حديث صحيح رواه مسلم (زواج زينب).
(٣) حديث صحيح رواه مسلم (زواج زينب).
(٤) حديث صحيح رواه البخاري (٧٤٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>