اتخذوهم كهفًا لأصنامهم ونفاقهم .. فلم يطق أحد شعرائهم مشهد انهيار رفاق التآمر والخيانة فقال أبياتًا تعبر عن:
[موقف المنافقين مما حدث لقريظة]
وتلقي باللوم على سعد بن معاذ الذي كان شديدًا في حكمه عليهم .. وما علم هؤلاء أن الله سبحانه هو الذي أمر نبيه ببني قريظة .. في الوقت الذي كان فيه - صلى الله عليه وسلم - قد وضع سلاحه واغتسل وتطيب .. وتهيأ لأخذ بعض الراحة من عناء حرب شاقة وقاسية .. وتجاهل أولئك المنافقون أن مصيرهم سيكون أسود من ليلهم لو انتصر الأحزاب واحتلوا المدينة ..
ولم ينس ذلك الشاعر المنافق مدح زعيمه عبد الله بن أبي بن سلول الذي كان حليف كل من على وجه الأرض إلا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه .. وفي مدحه لابن أبي بن سلول سب لسعد بن معاذ .. لأن سعد بن معاذ لم تأخذه في الله لومة لائم .. ولا بيت شاعر .. أما عبد الله بن أبي بن سلول فقد دافع عن يهود بني قينقاع عندما غدروا بالمسلمين .. ووقف معهم .. وكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم ورجاه العفو عنهم .. فأبقاهم - صلى الله عليه وسلم - وعفا عنهم من أجله .. وأمهلهم .. وعن هذين الموقفين المتناقضين يقول ذلك الشاعر:
(ألا يا سعد سعد بني معاذ ... فما فعلت قريظة والنضير
لعمرك إن سعد بني معاذ ... غداة تحملوا لهو الصبور
تركتم قدركم لا شيء فيها ... وقدر القوم حامية تفور
وقد قال الكريم أبو حباب ... أقيموا قيننقاع ولا تسيروا
وقد كانوا ببلدتهم ثقالًا ... كما ثقلت بميطان الصخور) (١)