صفة الإرهاب وقطع الطريق بهما .. هما طريدا الفكرة والعقيدة صودرت أموالهما وأولادهما وأوطانهما وحريتهما ومنازلهما وليس لهما على هذه الأرض سوى مساحة بالكاد تتسع لأنفاسهما وسيفيهما .. لكنهما ليسا في أزمة كأزمة قريش لأنهما يحتسبان معاناتهما عند الله .. أما قريش فتعيش أزمة لا حل لها سوى العار.
[أزمة قريش]
تكمن في انهيار اقتصادها وتعذر تسيير تجارتها وانقطاعها عن العالم .. ولا مخرج لها من ذلك كله إلا خلال بوابة العار المخزية وهى التنازل عن شرطها في منع المؤمنين من اللحاق بدولتهم ونبيهم -صلى الله عليه وسلم- وهذا ما حدث بالضبط: انفلت (أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تناشده بالله والرحم لما أرسل فمن أتاه فهو آمان فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم فأنزل الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (٢٤)} وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينهم وبين البيت) (١).
وها هم اليوم يمحون باطلهم بأيديهم ويتنازلون عن جورهم الذي ارتد طعنات من أبي جندل وأبي بصير في صدورهم ..
لحق أبو جندل وأبو بصير ومن معهما بالمدينة ليمارسوا حرية الحركة