للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكم كان محبًا لبني اليهود موسى عليه الصلاة والسلام .. فلقد (قدم -صلى الله عليه وسلم- المدينة فوجد اليهود صيامًا يوم عاشوراء .. فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

"ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ " فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

"فنحن أحق وأولى بموسى منكم"، فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه) (١) لأن الله أمر بصيامه .. لا لأن يهودًا صاموه .. فالمسألة هنا مختلفة .. وليست كالحالة الأولى -حالة فرق الشعر وتسريحه- فالصوم عبادة .. وأي عبادة كانت فهي محرمة في الإِسلام إلا إذا جاء دليل من كلام الله أو كلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بها أو يحث عليها .. وهكذا يبقي الإِسلام العبادة جديدةً صافيةً تستقى من النبع لا من ترسبات التاريخ والأهواء والفلسفات .. وهذا ما أغاظ اليهود وجعلهم من ثقوب حصونهم يترقبون .. ويتطلعون إلى أي خطأ قد يحدث منه -صلى الله عليه وسلم- أو من أحد الصحابة ..

وها هو أحدهم يجد ما يريد:

[يهودي ينتقد المسلمين]

فقد سمع هذا الرجل بعض الصحابة يقولون: ما شاء الله وشئت وبعضهم يقول إذا حلف: والكعبة.

فرح اليهودي بما سمع فأطلق قدميه ولسانه تجاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منتقدًا


(١) حديث صحيح. رواه مسلم (الصوم ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>