مطرًا ينعش وجه الأرض الشاحب بالشرك وأشواكه .. المحفور بالجهل والتخلف والسحر والشعوذة .. فيرويه حياة ونضارة .. ويمسك الإنسان المؤمن من جديد بزمام الخلافة في الأرض ليعمرها بالحب والعدل والسلام .. فقد تعبت البشرية من ملاحقة الأشرار لها بأسلحة الظلم والضلال. نزل القرآن فقام محمد -صلى الله عليه وسلم- برسالة ربه.
أسلمت خديجة فكانت أول من أسلم على الإطلاق .. وفرح ورقة وأسلم وبشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان أول من أسلم من الرجال .. لكنه لم يعش إلا فترة قصيرة (ثم لم ينشب ورقة أن توفي)(١) بعد أن زفر بتلك الأمنية .. وتمني الشباب للكدح لا للمتعة .. للبذل والفداء لرسالة جديدة ونبي يتربص له الاضطهاد خلف أشجار مكة .. ويكمن له الظلم في طرقاتها .. مات ورقة بعد أن حباه الله برؤية النبي الذي طالما ذرع الأرض بحثًا عنه .. وقبع على قوارع المجهول ينتظره .. هذا بعض ما حدث على الأرض أما في السماء فهناك:
[ثورة في السماء]
فعندما نزل الوحي اشتعلت أرجاء السماء حممًا .. ولهيبًا .. وشررًا يفتك برؤوس الشرك .. ومصانع الخرافة والضلال .. شياطين الجن الذين أرهقوا بعض البشر ودحرجوهم للحضيض .. كانوا (يصعدون إلى السماء يستمعون الوحي، فإذا حفظوا الكلمة زادوا فيها تسعًا، فأما الكلمة فتكون حقًا، وأما ما زادوا فتكون باطلًا، فلما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- منعوا مقاعدهم، فذكروا ذلك لإبليس، ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك. فقال لهم إبليس: هذا لأمر قد حدث في الأرض. فبعث جنوده، فوجدوا