للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار.

أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله إلى بيوتكم؟ فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم وانصرفوا وهم يقولون رضينا بالله ربًا وبرسوله حظًا ونصيبًا" (١) بعد أن أشار - صلى الله عليه وسلم - إلى مواقعهم ومواقع غيرهم .. وأراهم هول الكنوز والأمجاد الخالدة التي سيسافرون بها عبر التاريخ .. فهم وحدهم الذين استدعاهم النبي عليه السلام في الشدة بعد أن هرب الناس وتركوه .. وهم وحدهم الذين لم يقبضوا شيئًا من تلك المعركة التي هي في الحقيقة معركتهم وحدهم .. وهم وحدهم غنموا النبي عليه السلام وفازوا به .. بينما فاز غيرهم بالبقر والماعز .. أفاق الأنصار من كبوة عابرة وتجلى حب الله لهم قبل أن يحركوا رواحلهم من هذا المكان المزدحم بالعواطف الجياشة فقد حدث شيء سار ومفرح للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه خاصة الأنصار وذلك عندما شاهدوا جميعًا:

[هوازن كلها تدخل في الإسلام]

ها هي خيل فرسانهم تنهب الأرض نحو الجعرانة تبحث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا لتقاتله بل لتسلم وترجوه أن يطلق أطفالها ونساءها وأموالها ويحررها لتعود بها .. لكن الوقت قد فات فقد انتظرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من عشرة أيام

في هذا الوقت كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد سبق الجميع إلى مكة ... وذلك لـ


(١) سنده صحيح رواه ابن إسحاق ومن طريقه ابن أبي شيبة ٧ - ٤١٨: حدثني عاصم بن عمر ابن قتادة عن محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري وعاصم تابعي ثقة عالم بالمغازي: التقريب ١ - ٣٨٥ وشيخه صحابي.

<<  <  ج: ص:  >  >>