للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد حاول النبي - صلى الله عليه وسلم -بعد أن سمع كلامه وهو يلعب مع الصبيان- التسلل ليسمع زمزمته والأصوات الغريبة الصادرة عنه عله يكتشف هويته لكن ذلك لم يتم .. يقول ابن عمر: "انطلق بعد ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها ابن صياد وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئًا قبل أن يراه ابن صياد .. فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مضطجع يعني في قطيفة له فيها رمزة .. أو زمرة فرأت أم ابن صياد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتقي بجذوع النخل فقالت لابن صياد: يا صاف -وهو اسم ابن صياد- هذا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فثار ابن صياد فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لو تركته بين" (١) واتضح أمره .. كل تلك الأمور كانت قبل أن يأتي تميم الداري رضي الله عنه إلى المدينة ويسلم ويقص على النبي - صلى الله عليه وسلم - قصته العجيبة المخيفة:

[قصة الدجال الحقيقي والجساسة]

هذه القصة ترويها الصحابية الجليلة المطلقة المدعوة: فاطمة بنت قيس وكانت من المهاجرات الأول فتقول: "خطبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مولاه أسامة بن زيد وكنت قد حدثت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من أحبني فليحب أسامة .. فلما كلمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: أمري بيدك فأنكحني من شئت .. فقال: انتقلي إلى أم شريك وأم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة في سبيل الله ينزل عليها الضيفان .. فقلت: سأفعل .. فقال: لا تفعلي إن أم شريك امرأة كثيرة الضيفان فإني أكره أن يسقط عنك خمارك أو ينكشف الثوب عن ساقيك فيرى القوم منك بعض ما تكرهين .. ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الله ابن عمرو بن أم مكتوم ..

فانتقلت إليه فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي .. منادي رسول


(١) صحيح البخاري ١ - ٤٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>