للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمل رجلًا على خيبر فجاءه بتمر جنيب فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أكل تمر خيبر هكذا فقال: لا والله يا رسول الله إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين بالثلاثة فقال: لا تفعل بع الجمع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبًا" (١) لأن التمر من الأموال التي يحدث فيها الربا وقد "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلًا بمثل سواء بسواء يدًا بيد فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدًا بيد" (٢) فالربا ممر يعبر من خلاله الاستغلال والفقر وانهيار الأخلاق والاقتصاد .. وهو جشع قديم يتجدد كلما غفت الأخلاق ونهضت الغرائز العمياء داخل الإنسان .. والنبي عليه السلام يريد ردم هذا الممر الخطير على دولته وشعبه .. كما يريد ردم أي ممر يعبر منه خطر إلى دولته الجديدة بالتوحيد .. لذلك عاد - صلى الله عليه وسلم - إلى

[بث السرايا من جديد]

فأمام النبي - صلى الله عليه وسلم - قائمة طويلة بالمهمات الملحة والمخاطر والأزمات التي يتحتم عليه علاجها والقضاء عليها بعد كسر شوكة الخيانة اليهودية وتحييد قريش وحلفائها .. ففي الجزيرة العربية بؤر للإرهاب لا تخضع لدولة ولا لنظام قائم ولا لمفاوضات أو شروط ولا حتى لعرف أو شرف .. هناك جماعات إرهابية تعيش خارج التاريخ الذي بدأ - صلى الله عليه وسلم - يكتبه بالتوحيد والإِسلام .. وقد حان الوقت لتأديبها والقضاء عليها .. وهى وإن كانت صغيرة إلا أنها مزعجة ومؤلمة ومعيقة للمد الإسلامى .. وهى تلوث الجزيرة والدنيا بالشرك وقطع الطريق ووأد البنات والنهب والسلب والقتل والفوضى


(١) صحيح البخاري ٤ - ١٥٥٠.
(٢) صحيح مسلم ٣ - ١٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>