للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[طواف الإفاضة]

يقول جابر رضي الله عنه: "ثم ركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأفاض إلى البيت" (١) .. ومعنى أفاض أي طاف طوافًا يسمى طواف الإفاضة وقد كان عليه السلام في طوافه ذلك راكبًا لشدة الزحام كما، تقول عائشة رضي الله عنها: "طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع حول الكعبة على بعيره يستلم الركن كراهية أن يضرب عنه الناس" (٢)

أما جابر فيعتقد أن هناك سببًا آخر هو تعليم الناس المناسك .. يقول رضي الله عنه: "طاف النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع على راحلته بالبيت وبالصفا والمروة ليراه الناس وليشرف وليسألوه فإن الناس غشموه" (٣) .. وهنا يتساءل المسلم كيف يستلم عليه السلام الحجر وهو راكب على بعير .. والإجابة عند ابن عباس رضي الله عنهما الذي يقول: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف بالبيت وهو على بعير كلما أتى على الركن أشار إليه بشيء في يده وكبر" (٤) سألنا الصحابي أبا الطفيل رضي الله عنه ما هذا الشىء الذي بيده فقال:

"رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطوف بالبيت ويستلم الركن بمحجن معه ويقبل المحجن" (٥) والمحجن هو العصا المعوجة الرأس ويسمى الصولجان أيضًا .. لكن ماذا عن الأشخاص ضعيفي البنية الذين لا يستطيعون الزحام وشدته .. ها هي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها تتوجه للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو


(١) صحيح البخاري ٢ - ٦١٩.
(٢) صحيح مسلم ٢ - ٩٢٧.
(٣) صحيح مسلم ٢ - ٩٢٧.
(٤) صحيح البخاري ٢ - ٥٨٨.
(٥) صحيح مسلم ٢ - ٩٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>