للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يحل للخليفة من مال الله إلا قصعتان قصعة يأكلها هو وأهله وقصعة يضعها بين يدي الناس" (١) وإذا كانت هذه السرية قد بينت حدود نفوذ القائد فإن هناك:

[سرايا تحدد صلاحيات المجاهد المسلم]

فهو لم يخرج من بيته وبلاده ليملأ بطنه أو جيبه ولم يخرج ليرضي غرورًا تراقص في رأسه .. هو محارب مميز بين كل المحاربين .. لم يخرجه من بيته سوى شيء واحد: أن تكون كلمة الله هي العليا .. ولكى يكون هذا الهدف نقيًا بين جوانحه عليه -قبل أن يخرج- أن يدفن تحت بوابة مدينته أشياء كثيرة منها: المال والشهرة والهوى والرغبة في الانتقام للنفس و .. و .. لكى يتفرغ لشئ واحد هو إعلاء التوحيد لا فرضه بالقوة .. فإذا لم يتمكن من دفن تلك الأشياء فإنها ستنغص عليه جهده وجهاده إن لم تحوله إلى رماد لا قيمة له .. أخطاء كثيرة وقع فيها بعض الصحابة رضي الله عنهم .. لكن فعلهم ذلك لا يحسب على الإِسلام إنما يحسب عليهم أنفسهم لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان حيًا آنذاك وقد قام بتصحيح تلك الأخطاء التي قد يبرر من بعدهم لنفسه ممارستها متجاهلًا حكم الإِسلام فيها ممثلًا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - .. من هذه الأخطاء معجزة حدثت بعد إحدى السرايا معجزة مزلزلة ..

[الأرض تلفظ جسد أحد المجاهدين]

قصة تعيد الصواب للمتهورين الوالغين بدماء الأبرياء .. قصة يرويها "جندب بن سفيان رجل من بجيلة قال إني عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءه


(١) صحيح الجامع الصغير وقد ذكر لفظ النبي-صلى الله عليه وسلم- فقط وهو عند أحمد ١ - ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>