للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا لعام الحزن هذا .. أبو طالب غاب وخديجة .. ماذا سيحل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وماذا ستفعل قريش المتوثبة؟ تقول عائشة رضي الله عنها:

(ما زالت قريش كاعة (١) حتى توفي أبو طالب) (٢).

فلما توفي .. هجمت وسلت وازداد توحشها .. فهرب منها - صلى الله عليه وسلم - عله يجد من يؤويه .. ينصره، لكن إلى أين؟

[إلى الطائف]

يشق الأودية والجبال .. على قدميه الدامتين المتعبتين .. بلا راحلة .. فقيرٌ لا يملك ثمنها .. يحمله حزنه يصعد جبال الطائف يفتش عن أمل .. يبحث عن معين .. يبحث عن يد حانية .. تحمل هذا الدين برفق .. تقدمه للتائهين .. للجائعين للمعدمين وحتى للمترفين .. يبحث عن بقية خير في قلوب خارج مكة .. عن أقوام تتمرد على هذه الأصنام والعادات والشرع الشركي الملوث. يقول عبد الله بن جعفر:

(لما توفي أبو طالب خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الطائف ماشيًا على قدميه يدعوهم إلى الإِسلام) (٣).


= أبي إسحاق، سمعت ناجية بن كعب، يقول: شهدت عليًا يقول: وأبو إسحاق هو عمرو ابن عبد الله الهمداني، تابعي ثقة عابد مكثر، صرح بالسماع من شيخه التابعي الثقة ناجية ابن كعب الأسدى. انظر التقريب (٢/ ٢٩٤).
(١) متراجعة جبانة.
(٢) حديث صحيح. الإسناد رواه البيهقي (٢/ ٣٤٩): حدثنا الحاكم، حدثنا أبو العباس محمَّد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمَّد الدوري، قال: حدثنا يحيى بن معين، حدثنا عقبة المحي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: العباس حافظ ثقة. انظر التقريب (١/ ٣٩٨) وعقبة بن خالد المجدر صدوق صاحب حديث، التقريب (٢/ ٢٦) والبقية أئمة.
(٣) حديثٌ حسنٌ بشواهده سيمر معنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>