للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مهاجره يثرب، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أنكروا وحسدوا وكفروا) (١) إن اليهود يحملون علمًا غزيرًا وعظيمًا .. لكنهم لا يمررون منه إلا ما يخدمهم ويحكم قبضتهم .. وما سوى ذلك يخفونه خلف ألف قفل وباب. وقد حاولوا طمس نجم أحمد وإخماده لكنهم لم يفلحوا.

[التسمية]

قبل عبد الله .. وقبل عبد المطلب .. وقبل مئات السنين كان هذا المولد حروفًا .. وعدًا يتلفظ به الأنبياء يوصون به أممهم .. ويبشرون به .. عيسى بن مريم جاء إلى خراف بني إسرائيل الضالة ليهديهم .. ويقول لهم: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}. (٢)

كشف الله هذا الغيب وبشر به .. وذكر اسمه في الإنجيل .. وفي التوراة من قبل الإنجيل .. ولهذا يقول - صلى الله عليه وسلم -:"سميت أحمد" (٣) .. ولا أدري من هو


(١) حسن بشواهده وسنده ضعيف فقد رواه أبو نعيم (سيرة ابن كثير (١/ ٢١٤) من طريق النضر بن سلمة وهو ضعيف، عن إسماعيل بن قيس بن سليمان بن زيد بن ثابت وهو ضعيف أيضًا. انظر اللسان (١/ ٤٢٩)، لكن الحديث يشهد له ما سبق، ويشهد له ما سبق ذكره عند البيهقي في الدلائل (١/ ٩١) وما عند البيهقي أيضًا (١/ ٨٩) وهو قوي بها لا سيما وأن الأول جيد الإسناد، والثاني علته عنعنة ابن إسحاق ورجاله ثقات.
(٢) سورة الصف.
(٣) رواه ابن سعد (١/ ١٠٤) بإسناد حسن من طريق أبى عامر العقدي وهو ثقة واسمه: عبد الله بن عامر القيسي. انظر التهذيب، وقد حدثه هذا الحديث شيخه زهير بن محمَّد التميمي وهو حسن الحديث إذا روى عنه غير شامى. وهذه رواية بصرى وهي مستقيمة كما قال ذلك الأمام أحمد. انظر التهذيب (٢/ ٣٤٨) وشيخه عبد الله بن محمَّد بن عقيل وهو ثقة وشيخ هذا هو محمَّد بن علي بن أبي طالب، عن والده.

<<  <  ج: ص:  >  >>