فأصبح أكبر منهما ومن منزلهما .. فكان الطلاق هو الحل الوحيد .. والمخرج الآمن لحياتهما ومعاناتهما .. فأطلق زيد زينب وطلّقها بعد أن شعر أن البقاء معها شبه مستحيل .. فالإِسلام جعل الطلاق بيد الرجل لأنه المكلف بالمهر والنفقة والحماية والرعاية .. والرجل السويّ لا يقدم على الطلاق إلَّا بعد أن يستهلك كل وسائل البقاء الممكنة .. لكن ماذا عن المرأة المسكينة .. هل اضطهدها الإِسلام لأنها لا تنفق ولا تدفع مهرًا .. هل يرغمها على البقاء في بيت رجل لا تطيقه لهذا السبب فقط .. الجواب قصة هذه المرأة التي تطرق باب النبي - صلى الله عليه وسلم - تبحث عن مخرج كمخرج زيد وزينب .. تطلب ذلك وهي زوجة سيد من سادات الأنصار .. وخطيب من أعظم خطبائهم وبلغائهم .. صاحب خلق ودين .. ليس بالبخيل ولا بالذليل .. اسمه ثابت ابن قيس بن شماس الأنصاري .. لكن زوجته فتّشت داخل قلبها عن مكان له فلم تجد .. لذلك ذهبت إلى النبى - صلى الله عليه وسلم - تشكو ذلك الفراغ الذي يؤرقها مع ثابت .. فهل تستطيع تلك المرأة أن:
[تطلق زوجها لأنها لا تحبه]
ففي الظلام .. وعندما بدأ الفجر يمزق خيمة ليل ثقيل على امرأة اسمها: حبيبة بنت سهل .. عندما صدع بلال أسوار الليل بالأذان نهضت تلك المرأة من ليلها الطويل الشاحب .. توجّهت نحو الباب وفتحته ثم خرجت مثقلة بالهموم والشكوى .. تاركة البيت وصاحبه .. وبعد خطوات ثقيلة وحزينة توقفت أمام باب كالفرج .. أمام باب كالفجر .. أمام باب النبي - صلى الله عليه وسلم - .. لم تطرق الباب .. بل مكثت تنتظره كي يبدّد ليلها