للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قائمة اهتماماته الآنية .. فهناك أخطار ملحة تحتاج إلى حل عاجل جدًا .. هناك الطائف الذي شارك زعماؤه ورجاله في هذه المعركة ثم لجأوا بعد الهزيمة إليه .. وهم الآن في حصن منيع يحتاج إلى تفكير عسكري ناضج .. وهناك الفلول المنهزمة من هوازن وغطفان ومن معهم وهي تحتاج إلى معالجة جادة .. فالظروف قد تغيرت ومكة قد فتحت ومعظم العرب الآن تحت لواء التوحيد .. لذلك قرر - صلى الله عليه وسلم -:

[حبس الغنائم في الجعرانة]

فنادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد الصحابة واسمه: بديل بن ورقاء فجعله أميرًا على الغنائم وأمره أن يأخذها إلى الجعرانة وهو مكان قريب من مكة لكنه خارج الحرم مثل التنعيم .. يقول بديل عن مهمته: "إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بديلًا أن يحبس السبايا والأموال بالجعرانة حتى يقدم عليه فحبسه" (١) فامتثل بديل ثم تفقد النبي - صلى الله عليه وسلم - جيشه ودفن من استشهد منهم .. واطمأن على إصابات أفراده خاصة قواده المصابين وكان أحد القادة الذين أصيبوا خالد بن الوليد .. وهو قائد قسم من خيل جيش المسلمين فجاء - صلى الله عليه وسلم - بنفسه وسأل واطمأن على إصابة خالد بن الوليد

يقول أحد الصحابة: "إن خالد بن الوليد بن المغيرة جرح يومئذ وكان على الخيل خيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. قد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ما هزم الله الكفار ورجع المسلمون إلى رحالهم يمشي في المسلمين ويقول من يدل على رحل خالد بن الوليد .. فمشيت بين يديه وأنا محتلم أقول من يد


(١) سنده صحيح رواه ابن إسحاق ومن طريقه البخاري في التاريخ الكبير ٢ - ١٤١ والطبرانيُّ ٢ - ٣٠ حدثني بن أبي عبلة عن بن بديل بن ورقاء عن أبيه. وشيخه تابعي ثقة والبقية صحابة واسم ابن أبي عبلة: إبراهيم وهو من رجال الشيخين: التقريب ١ - ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>