للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتوقفون للصلاة حينًا .. وللراحة حينًا .. ولما جن عليهم الليل كان - صلى الله عليه وسلم - يسير وعمر بن الخطاب إلى جانبه يحدثه و:

[النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يرد على عمر]

كان - صلى الله عليه وسلم - يسير (وعمر بن الخطاب يسير معه ليلًا، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء، فلم يجبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، وقال عمر بن الخطاب: ثكلتك أمك يا عمر .. نزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك.

قال عمر: فحركت بعيري، ثم تقدمت أمام المسلمين وخشيت أن ينزل فيَّ قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخًا يصرخ بي. فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل فيَّ قرآن، وجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت، فقال:

لقد أنزلت عليّ الليلة سورة لهي أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (١)}) (١).

ربما كان - صلى الله عليه وسلم - في لحظات أسئلة عمر مشغولًا .. أو مهمومًا .. أو يوحي


= شاهدًا لحديث عند البخاري .. وجعله موازيًا لحديث عند مسلم يحمل قصة مماثلة .. لكن عند التدقيق في السند والمتن يتبين عذرى في إبداء ملاحظة على تصحيح الشيخ حفظه الله .. فحديث مسلم يتحدث عن خيبر .. وهذا الحديث يتحدث عن الحديبية .. أما من ناحية السند .. ففى هذا السند إشكال حول الراوي عن ابن مسعود رضي الله عنه .. فالرجل مشكوك في صحبته وهو غير الصحابي الذي روى قصة وقد ثقيف .. بل صرح الإمام الدراقطني بأنه مجهول. فقال: لا تصح له صحبة ولا نعرفه .. وقال أبو حاتم: هو تابعي ليست له صحبة .. فإذا تجاوزنا وقلنا إنه تابعي كبير روى عنه ثقتان .. فهذا لا يسمح لنا بقبول مخالفته للحديث الصحيح عند مسلم وأن ذلك وقع بعد خيبر كما سيأتي .. وهو ما مال إليه ابن عبد البر وابن القيم في الزاد.
(١) حديث صحيح رواه البخاري (٤١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>