للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد فعل - صلى الله عليه وسلم - كلما يمكنه فعله .. فعل الأسباب كلها ثم توجه إلى الله يناشده ويدعوه .. هذا هو التوكل الصحيح الذي رسمه لأتباعه:

[فعل السبب .. وجعل النتائج على الله]

فعل - صلى الله عليه وسلم - ذلك كله وما زال يفعل فبعد أن: شاور المهاجرين والأنصار قبل الانطلاق.

ثم قطع الأجراس من أعناق الإبل إمعانًا في السرية.

ورفض أن ينتظر أي شخص لم يكن جاهزًا وأبقى هدف السير سرًا عند انطلاقه.

ورفض أن يصحبه أي مشرك حتى ولو كان صادقًا ذا حمية وشهامة.

وسمح للقادرين على القتال فقط بمصاحبته.

وأمرهم بالتعاقب على الرواحل حتى يهون عليهم المسير قليلًا وهو ليس بهين .. واستطاع أن يعرف عدد الخارجين للقتال من قريش.

واستشار أصحابه في المضي أو العودة فوافقوا على المضي.

وبعد أن سبق - صلى الله عليه وسلم - المشركين إلى العدوة الدنيا حيث الماء الآبار ..

ثم بنى المسلمون لهم حوضًا يشربون منه أثناء المعركة.

بعد ذلك كله توجه إلى الله يناشده ويدعوه. يقول علي رضي الله عنه: (إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أصبح ببدر من الغد أحيى تلك الليلة كلها وهو مسافر) (١) .. والسفر إرهاق ومشقة .. ومع ذلك يقول علي رضي الله عنه:


(١) حديثٌ حسنٌ. رواه أبو يعلى ومن طريقه رواه ابن حبان (موارد ٤٠٩): حدثنا الأزرق ابن علي أبو الجهم، حدثنا حسان بن إبراهيم، حدثنا يوسف بن أبي إسحاق عن أبي =

<<  <  ج: ص:  >  >>