بيت عفراء .. أما بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان غيمةً من المشاعر .. تمتد إلى الجميع .. ها هي سودة وقد سمعت بما حدث لعوف وأخيه تتوجه إلى بيت أمهما .. تواسيها وتعزيها وتخفف أحزانها ببشرى الشهادة ..
فصغيراها قد اجتثا فرعون الأمة وعدو الله ورسوله .. وهو أمر يسر أهل السماوات والأرض .. ويُخلد ذكرهما وذكر أمهما .. مكثت سودة رضي الله عنها وقتًا عند عفراء لكن مفاجأةً أخرجتها فعادت إلى بيت زوجها - صلى الله عليه وسلم - متأثرةً بحال تلك الأم الوالهة الجريحة .. وتأثرت كذلك بوقع تلك المفاجأة فتحولت مشاعر سودة إلى كلمات عاتبها الرسول - صلى الله عليه وسلم - عليها فـ:
[ماذا قالت سودة]
هذه هي القصة كما رواها صحابي اسمه: عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة رضي الله عنهما:
(قُدم بالأسارى حين قدم بهم المدينة، وسودة بنت زمعة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عند آل عفراء في مناحتهم على عوف ومعوذ ابني عفراء -وذلك قبل أن يضرب الحجاب- قالت سودة: فوالله إني لعندهم إذ أُتينا فقيل: هؤلاء الأسارى قد أتي بهم، فرجعت إلى بيتي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه، فإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة ويداه مجموعتان إلى عنقه بحبلٍ، فوالله ما ملكت حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت: أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألا متم كرامًا .. فما انتبهت إلا بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من البيت: يا سودة أعلى الله ورسوله تحرضين، فقلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما