بعض فرسان قريش يشعرون بسكون يسبق إعصارًا مدمرًا .. يشعرون بسكون مخيف مقلق وتحركات يجهلون هدفها بعد جريمة ارتكبها بعضهم تستحق انتقامًا فظيعًا مجهول التاريخ .. كان ليل مكة مخيفًا وكأن الجن تطل عليها من رؤوس جبالها وكأن تلك النجوم بريق عيون غيلان ووحوش .. لم يطق بعضهم هذا الجو الخانق فهرب يبحث عن محمَّد الذي لا ينضب عفوه ولا تنقطع أمطار تسامحه.
[أبو سفيان يهرب من مكة المختنقة]
إلى أجواء أكثر رحابة .. لكنه ليس أبا سفيان بن حرب والد معاوية وزوج هند بنت عتبة .. إنه أبو سفيان بن الحارث وهو ابن ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحارث بن عبد المطلب .. وبصحبته ابن له صغير ومعه أيضًا ابن عمة النبي - صلى الله عليه وسلم - واسمه: عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة وخرج آخرون لتنقيب الأرض بحثًا عن شيء يريح هذه الأنفس والأرواح المتعبة وكأن حجارة ستهوي عليهم من السماء أو بركانًا ينفجر من تحت أقدامها وذلك عندما "نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران وقد عميت الأخبار عن قريش فلم يأتهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ولا يدرون ما هو فاعل خرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتحسسون وينتظرون هل يجدون خبرًا أو يسمعون به .. وقد كان العباس بن عبد المطلب أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببعض الطريق .. وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بين مكة والمدينة .. فالتمسا الدخول عليه فكلمت أم سلمة فيهما فقالت: يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك .. قال: لا حاجة لي بهما .. أما ابن عمي فهتك عرضي .. وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما