للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معجزة فقد جعل من رويعى الغنم عالمًا عظيمًا .. في وقت كان زبانية قريش ينتظرون خبر موت محمد وصاحبه خارج مكة .. ولئن كانت مكة لا تأبه كثيرًا لإسلام عبد الله بن مسعود لأنه في نظرهم مجرد راعي غنم قصير القامة .. ضعيف البنية .. دقيق الساقين جدًا .. إذا كانت قريش لا تأبه لإسلام ابن مسعود فالإِسلام يأبه كثيرًا بابن مسعود ويوظف قدراته العقلية .. الإِسلام يحتفي بهذا المسكين كاحتفائه بـ:

[إسلام حمزة]

إذا كان ابن مسعود الضعيف قد أسلم خارج مكة ورسول الله صلى الله عليه وسلم هارب من تعذيب أهلها له .. فإنه قد قيل إن حمزة بن عبد المطلب ذلك الأسد الفاتك .. عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أسلم أيضًا بعد عملية اضطهاد لرسول الله صلى الله عليه وسلم (كان إسلام حمزة حمية، وكان يخرج من الحرم فيصطاد فإذا رجع مر بمجلس قريش وكانوا يجلسون عند الصفا والمروة فيمر بهم فيقول: رميت كذا وكذا، وصنعت كذا .. وكذا، ثم ينطلق إلى منزله، فأقبل من رمية ذات يوم فلقيته امرأة، فقالت: يا أبا عمارة، ماذا ألقي ابن أخيك من أبي جهل بن هشام: شتمه وتناوله، وفعل وفعل، فقال: هل رآه أحد. قالت: أي والله لقد رآه ناس فأقبل حتى انتهى إلى ذلك المجلس عند الصفا والمروة، فإذا هم جلوس وأبو جهل فيهم، فاتكأ على قوسه، وقال: رميت كذا .. وكذا وفعلت كذا .. وكذا، ثم جمع يديه بالقوس فضرب بين أذني أبي جهل فدق سنتها، ثم قال: خذها بالقوس وأخرى بالسيف، أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه جاء بالحق من عند الله. قالوا: يا أبا عمارة إنه سب آلهتنا وإن كنت أنت أفضل منه ما أقررناك وذاك، وما كنت يا أبا عمارة فاحشًا) (١).


(١) أقول: قيل لأن الرواية لم تثبت عندي، فهي مرسلة عند الطبراني، معضلة عند كل من: ابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>