للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد أصبح هذا اليتيم بين البهم وحيدًا في الصحراء فهل حدث له شىء؟

نعم شُقَّ صدره

لقد جرى لهذا اليتيم شيء لا يجري لغيره .. دعونا نستمع إليه وهو يحدثنا فيقول: (فبينا أنا في بهم لنا أتاني رجلان، عليهما ثياب بيض، معهما طست من ذهب مملوء ثلجًا، فأضجعاني فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقاه، فأخرجا منه علقة سوداء، فألقياها، ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج، حتى إذا أنقياه رداه كما كان، ثم قال أحدهما لصاحبه:

زنه بعشرة من أمته. فوزننى فوزنتهم.

ثم قال:

زنه بمائة من أمته. فوزنى بمائة فوزنتهم.

ثم قال:

زنه بألف من أمته. فوزنني بألف فوزنتهم.

فقال: دعه عنك، لو وزنته بأمته لوزنهم) (١).

لقد شُقَّ صدر هذا الصغير بين غنماته حقًا .. بينما هو ينظر ما يفعله هذان الملكان به .. ولقد رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه موضع الشق بعد النبوة. مما يؤكد أن هذه الحادثة حقيقة مادية .. كانت الطريقة التي تمت بها فوق إمكانات البشر وطاقاتهم وتصوراتهم .. يقول أنس بن مالك رضي


(١) هذا الحديث صحيح وقد مر معنا، عند الحديث عن استرضاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بني سعد بن بكر، وعند الحديث عن المولد والأساطير بصيغة أخرى وهي في الحديث التالي.

<<  <  ج: ص:  >  >>