فقد كان "رجل من هوازن على جل له أحمر في يده راية سوداء في رأس رمح طويل له أمام الناس وهوازن خلفه فإذا أدرك طعن برمحه وإذا فاته الناس رفعه لمن وراءه فاتبعوه قال جابر بن عبد الله بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك يصنع ما يصنع إذا هوى له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه .. فيأتيه علي من خلفه فضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه .. ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه .. فانعجف عن رحله واجتلد الناس .. فوالله ما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسرى مكتفين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"(١)
فعاد النصر إلى أصحابه و:
[نزلت المعجزة]
يقول أحد الذين رأوها: سلمة بن الأكوع "تقدمت فأعلو ثنية فاستقبلني رجل من العدو فأرميه بسهمه فتوارى عني فما دريت ما صنع .. ونظرت إلى القوم فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى .. فالتقوا هم وصحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - فولى صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأرجع منهزمًا وعلي بردتان متزرًا بإحداهما مرتديًا بالأخرى .. فاستطلق إزاري فجمعتهما جميعًا ومررت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهزمًا وهو على بغلته الشهباء .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لقد رأى ابن الأكوع فزعًا .. فلما غشوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل عن
(١) سنده صحيح مر معنا رواه ابن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن ابن جابر عن أبي جابر بن عبد الله: السيرة النبوية ٥ - ١١٣ ومن طريقه الإمام أحمد ٣ - ٣٧٦: عاصم إمام ثقة وعبد الرحمن تابعي ثقة.