للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذًا لكل جهة ميقات لكن ماذا عن الحاج والمعتمر الذي يمر بميقات غير ميقات بلاده .. وماذا عن الحاج والمعتمر الذي تكون بلاده أقرب إلى مكة من الميقات .. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تلك المواقيت لمن مر عليهن كائنًا من كان:

"هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممّن أراد الحج والعمرة فمن كان دونهن فمن أهله .. وكذا فكذلك حتى أهل مكة يهلون منها" (١)

أي أن من كان بيته أقرب إلى مكة من اليقات يحرم من بيته حتى أن أهل مكة يحرمون من بيوتهم .. هذه بعض المعلومات التي تلقاها الصحابة قبل تحركهم إلى مكة .. وأثناء فترة الاستعداد للحج انتشر الخبر في أرجاء الجزيرة فعادت معظم تلك الوفود وقدمت إلى المدينة حشود عظيمة كلها رغبة في الحج والاقتداء بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - .. جابر بن عبد الله رضي الله عنه يتحدث عن تلك الأيام البهيجة فيقول:

"إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حاج فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعمل مثل عمله فخرجنا معه

انطلق عليه السلام وأصحابه وقبل أن يصلوا الميقات وهو ذو الحليفة

[توقف في واد يقال له وادي العقيق]

حيث جاءه الوحي في ذلك الوادي وأمره بسنة يقول عنها عمر رضي الله عنه "سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - بوادي العقيق يقول: أتاني الليلة آت من


(١) صحيح مسلم ٢ - ٨٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>