للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدعاها، فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه. فقال جبريل:

مرها فلترجع.

فأمرها، فرجعت إلى مكانها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسبي) (١) آية عظيمة .. تسليه صلى الله عليه وسلم .. تمسح عنه دماء نازفة .. ودموعًا حارقة. فيعود لمكة مرة أخرى .. متخفيًا عن أعين القوم وأيديهم .. فيجد أتباعه يفترشون الرمضاء .. يلتحفون السياط يعجون إليه يطلبون الإذن بالهجرة من جديد فيأذن لهم .. وكانوا هذه المرة أكثر من ثمانين صحابيًا معذبًا .. يريدون أن يعبدوا الله بحرية .. ويعمروا الدنيا بسلام .. فأذن لهم صلى الله عليه وسلم.

[الهجرة إلى الحبشة ثانية]

إحدى المعذبات هي أم سلمة رضي الله عنها .. تحدثنا عن رحلة الآلام كاملة فتقول: (لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم (٢) ..

فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:


(١) إسنادٌ صحيحٌ: رواه الإِمام أحمد (الفتح الرباني ٢٠/ ٢٢٠)، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك، والأعمش مدلس وقد عنعن، لكن يذهب شبهة تدليس كونه راوية شيخه التابعي الثقة: أبي سفيان، طلحة بن نافع القرشى، فقد جاء في التهذيب (٥/ ٢٦): روى عنه الأعمش وهو راويته، وقال ابن روى عنه الأعمش أحاديث مستقيمة، بالاضافة إلى أن تلميذ الأعمش الثقة: أبو معاوية: محمَّد بن حازم الكوفي قد قال عنه وكيع ما أدركنا أحدًا كان أعلم بحديث الأعمش من أبي معاوية هذه الميزات في الشيخ والتلميذ تنفى شبهة التدليس.
(٢) مر معنا تخريج هذا الجزء.

<<  <  ج: ص:  >  >>