للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتوبته بكلمات فيقول "كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان بن عفان فأجاره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" (١) .. ولما انتهى - صلى الله عليه وسلم - من مبايعة الحاضرين نهض نحو موعده مع الأنصار نهض نحو جبل الصفا ولما "أتى الصفا لميعاد الأنصار" (٢) حسب اتفاقه مع أبي هريرة أن يجمع له الأنصار عند ذلك الجبل .. وتحت ذلك الجبل أحس الأنصار بمرارة لا تطاق .. شعروا بلهف النبي - صلى الله عليه وسلم - على مكة وبيت ربه وأشعرهم عفو النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قريش وكأن المدينة والأنصار في حالة وداع لا يحتمل فكانت هذه القصة التي ترتب:

[حب الأنصار ثم باقي البشر]

أبو هريرة كان عند الصفا يروي فيقول:

"أتى الصفا فعلاها حيث ينظر إلى البيت .. فرفع يديه وجعل يحمد الله ويذكره ويدعو بما شاء أن يدعو .. والأنصار تحته .. يقول الأنصار بعضها لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته .. قال أبو هريرة: وجاء الوحي وكان إذا جاء الوحي لم يخف علينا فليس أحد من الناس يرفع طرفه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يقضي .. فلما قضي الوحي .. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا معشر الأنصار .. قالوا: لبيك يا رسول الله .. قال: قلتم


(١) سنن أبي داود ٤ - ١٢٨ حدثنا أحمد بن محمَّد المروزى ثنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس .. يزيد ثقة عابد: التقريب ٢ - ٣٦٥ والحسين ثقة: التقريب ١ - ١٨٢ وابنه حسن الحديث إذا لم يخالف. التقريب ٢ - ٣٥ فهو صدوق يهم .. ومن لا يهم أما شيخ أبي داود فهو الإمام أحمد رحمهم الله جميعًا.
(٢) هو حديث أبي هريرة السابق عند النسائي وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>