للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(لقد رأيتنا ليلة بدر وما منا أحد إلا وهو نائم إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه يصلي إلى شجرة ويدعو حتى أصبح) (١) .. عمل ودعاء .. هذا هو منهج نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا هو توكله على الله .. وبعد الدعاء بدأ العمل من جديد .. فالصحابة قليلون ولا بد من خطة محكمة وتطبيق صارم كالسيف .. فالخطأ يكلف كثيرًا وعدم تنفيذ الأوامر كارثة .. فالمعركة تحتاج إلى كل الجهود .. تحتاج للجميع دون استثناء .. وفي أمسّ الحاجة تلك .. وفي أحرج الظروف وأصعبها يصل صحابي ووالده للمشاركة مع نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ومع ذلك يرفض - صلى الله عليه وسلم - مشاركتهما رغم صدقهما وإخلاصهما وتحملهما المشاق في السير نحوه .. ذلك الصحابي هو حذيفة بن اليمان.

[لماذا يرفض (صلى الله عليه وسلم) مشاركة حذيفة ووالده]

سؤال بحجم المعركة .. والاجابة بحجم محمَّد - صلى الله عليه وسلم - .. ليس هناك أزمة ثقة بحذيفة .. بل إن حذيفة فوق الشبهات .. كيف لا وقد سلمه الرسول - صلى الله عليه وسلم - يومًا قائمة سرية بالأسماء والأحداث التي سيفصح عنها التاريخ .. ؟ سلمها - صلى الله عليه وسلم - لأمانة حذيفة وأعماقه ..

الأمر هنا لا يتعلق بالثقة .. الأمر يتعلق بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وبالقادة الإسلاميين والدعاة من بعده ..


= إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي ... : وهذا السند حسن ... شيخ أبي يعلى ثقة (التقريب ١/ ٥١) وشيخه حسن الحديث إذا لم يخالف وهو من رجال الشيخين (التهذيب ٢/ ٢٤٥) ويوسف هو حفيد أبي إسحاق وهو ثقة من رجال الشيخين (التقريب ٢/ ٣٧٩) وبقية السند صحيح وقد مر معنا. وللحديث شاهد وهو ما بعده.
(١) حديث صحيح مر معنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>