أهل النار .. فإنه قتل اليوم قتالًا شديدًا وقد مات .. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إلى النار .. فكاد بعض الناس أن يرتاب .. فبينما هم على ذلك إذ قيل: إنه لم يمت ولكن به جراح شديدة .. فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال: الله أكبر .. أشهد أني عبد الله ورسوله. ثم أمر بلالًا .. فنادى في الناس: إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة. وإن الله عَزَّ وَجَلَّ يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر" (١). هذا الرجل قتل نفسه بسهم .. وذلك قتل نفسه بسيفه على أرض المعركة يوم أحد وأثناء المعركة .. مع أن كلًا منهما أبلى وتألق وحاز كلمات الإعجاب .. لكن النهاية واحدة .. هي النار .. لأن من أخرجه الله عليه أن ينفذ تعاليم من أخرجه وإلا فليبحث له عن تبرير آخر لجهاده سوى سبيل الله .. ومن قتل نفسه فهو كمن قتل بريئًا دون ذنب فلا مكان في الإِسلام لرصاصة الرحمة المزعومة .. لأن المعاناة جزء من الجهاد وهي سبب للتطهير والتكفير والخلاص من الذنوب .. وما خرج المجاهد في سبيل الله إلا لذلك .. لا بد أن شعورًا بالمرارة خالج من رأى بداية هذا الرجل ونهايته .. لكنها ليست كالمرارة التي يشعر بها اليهود الآن والحصار يخنق أنفاسهم ..
قد يشعر اليهود بالمرارة .. لكن من المستبعد أن يشعروا بالندم على خياناتهم .. لأن الخيانة جزء من عقيدتهم التي كتبوها وأدرجوها ضمن كتابهم المقدس .. حتى الاستسلام الذي يطل من حصونهم الآن ما هو إلا استسلام يغلف خيانة جديدة ..
[الاستسلام والخيانة]
قرر اليهود أن يستسلموا .. بعد أن فقدوا كل شيء لـ"أن رسول