للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في أحد .. لكن خيانة اليهود تثير الخوف .. وليس هناك وقت لبناء أسوار كأسوارهم .. فليكن الحفر بدلًا من البناء ..

[حفر الخندق]

قرّر - صلى الله عليه وسلم - أن يحفر خندقًا يحصن به الجهة الشمالية للمدينة من هجمات قريش ومن معها .. لأن بقية الجهات صعبة الاقتحام لكثرة النخيل والصخور والجبال .. وفنّ القتال لا يعني المهارة باستخدام السلاح فقط .. بل المهارة في استخدام وتسخير كل شىء يحيط بالمحارب .. وقد تفنّن - صلى الله عليه وسلم - في تسخير تضاريس المدينة وطبيعتها في هذه الحرب القادمة .. غير المتكافئة عددًا واستعدادًا .. جهة الشمال مفتوحة لاحتمالات مخيفة .. فقرّر - صلى الله عليه وسلم - إغلاقها .. فبدأ حفر الخندق .. بدأ بحفره بيديه .. فهو الذي ضرب أوّل معول في ذلك الخندق الذي سوف يشكّل مفاجأة للوثنيين واليهود ومن معهم .. فقد:

(ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخندق بيديه، ثم قال:

بسمم الله وبه بدينا ... ولو عبدنا غيره شقينا

حبذا ربنا وحبذا دينا) (١)


(١) سنده صحيح رواه الحارث (المطالب- ٤/ ٤٠٤) حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان - رضي الله عنه - ..
وهذا السند صحيح. معاوية ثقة من رجال الشيخين وهو الأزدي - التهذيب (١٠/ ٢١٥) وشيخه ثقة حافظ من رجال الشيخين (التقريب-١/ ٤١).
وأما أبو عثمان النهدي فقد أدرك الجاهلية وأسلم في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وروايته عن الصحابة .. وقد ذكره الذهبي في (التجريد- ١٨٦) ضمن الصحابة فمرسله كمرسل الصحابي .. وليس ضمن شيوخه تابعي .. وقد روي موصولًا عن سلمان عند البيهقي لكن سنده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>