للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البشع .. مرة أخرى يرتكب بعض المؤمنين الخطأ نفسه .. لكنهم معذورون فهم لم يحضروا ولم يتجرعوا كأس أُحد المر .. مرة أخرى

[الغنائم والرماة يهزمون المسلمين]

الغنائم هي الغنائم لكن الرماة ليسوا هم الرماة .. إنهم رماة هوازن وهم دقيقوا التصويب .. وعندما وصل الجيش المسلم إلى مرمى تلك السهام وهو يطارد تلك الفلول الهاربة انهمر سيل السهام من تلك التجاويف والمنحنيات .. فقد كان الوادي مفخخًا بالرماة البارعين .. وقد أعان الرماة في مهمتهم ذلك الارتباك الذي أحدثه تكالب الطلقاء على الغنائم وهم لا يعلمون أنها ليست للنهب ولا لمن سبق .. ولك أن تتصور جيشًا قوامه أكثر من عشرة آلاف مقاتل يتدفق مسرعًا مدمرًا كالموج خلف عدوه ثم تعترض طريقه مجموعة من أفراده بطريقة غير منظمة لالتقاط غنائم في الطريق .. لقد تحول الجيش مرة أخرى إلى كومة من الفوضى زاد في بعثرتها ذلك الموت المنهمر من سهام المشركين .. يقول البراء نافيًا تهمة الفرار عن الرسول عندما سئل: "أفررتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين؟ فقال لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يفر .. كانت هوازن رماة وإنا لما حملنا عليهم انكشفوا فأكببنا على الغنائم فاستقبلنا بالسهام" (١) "والله ما ولى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن ولى سرعان الناس .. فلقيهم هوازن بالنبل والنبي - صلى الله عليه وسلم - على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:

أنا النبي لا كذب ... أنا بن عبد المطلب" (٢)

وكان كثير ممّن ولى لم يستعد للحرب استعدادًا يليق بها ظنًا أن هذا


(١) صحيح البخاري ٤ - ١٥٦٨.
(٢) صحيح البخاري ٣ - ١٠٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>