للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صوت الدف في بيت النبي (صلى الله عليه وسلم)]

بل وتحت سمعه وبصره ورضاه وفي يوم ليس من أيام العيد فقد "جاءت جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني نذرت إن ردك الله سالمًا أن أضرب على رأسك بالدف فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن نذرت فافعلي وإلا فلا قالت إني كنت نذرت فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضربت بالدف وقالت:

أشرق البدر علينا ... من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع" (١)

كان - صلى الله عليه وسلم - يقر هذه الجارية على نذرها ولو كان نذر معصية لما وافقها عليه لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول "لا وفاء لنذر في معصية ولا فيما لا يملك العبد" (٢) "لا نذر في معصية الله" (٣) وقد حدث من الجارية ما يؤكد ذلك في اليوم نفسه فقد: "قالت: يا رسول الله .. إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف قال: أوفي بنذرك.

قالت: إني نذرت أن أذبح بمكان كذا وكذا؛ مكان كان يذبح فيه أهل


(١) سنده صحيح رواه ابن حبان (موارد الظمآن (١ - ٤٩٣) أخبرنا محمَّد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا زياد بن أيوب حدثنا أبو ثميلة يحيى بن واضح حدثني الحسين بن واقد حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بعض مغازيه .. وهذا سند صحيح فشيخه هو الإِمام ابن خزيمة وزياد بن أيوب ثقة حافظ لقبه أحمد بشعبة الصغير: التقريب ١ - ٢٦٥ وأبو ثميلة ثقة من رجال الشيخين ١ - ٣٥٩ وشيخه وشيخ شيخه ثقتان. لكنني لم أجد الأبيات في صحيح ابن حبان ١٠ - ٢٣١ مما يعني أنها مدرجة أو أن الهيثمي وجدها في بعض نسخ ابن حبان لذلك وضعها في هامش الموارد وقد وضعت هذا الحديث هنا لمقدمه - صلى الله عليه وسلم - من ثنيات الوداع وهي الغزوة الأنسب لهذا الحدث.
(٢) صحيح مسلم ج:٣ ص:١٢٦٢.
(٣) صحيح مسلم ج:٣ ص:١٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>