للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجاهلية، قال: لصنم؟ قالت: لا .. قال: لوثن؟ قالت: لا، قال: أوفي بنذرك" (١) وصدر منها بعد ذلك تصرف مضحك لكنه في الوقت نفسه شهادة لأحد عظماء الصحابة من النبي - صلى الله عليه وسلم - وذلك بعد ما قال عليه السلام لها: "إن كنت نذرت فاضربي فجعلت تضرب فدخل أبو بكر رضي الله عنه وهي تضرب، ثم دخل عمر رضي الله عنه فألقت الدف تحتها وقعدت عليه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الشيطان يخاف منك يا عمر" (٢)

ويبدو أن شدة عمر رضي الله عنه قد تصاعدت بعد أقوال المنافقين وأعمالهم الخطيرة .. وسوف تكشف الأيام عن مواقف هذا الرجل العظيم تجاههم ..

أما النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد كان سنة من السماحة واللين والرفق .. ها هو يرى

صورًا مجسمة في بيت عائشة

تقول رضي الله عنها: "قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك وقد نصبت على باب حجرتي عباءة وعلى عرض بيتي ستر أرمني فدخل البيت .. فلما رآه قال: ما لي يا عائشة والدنيا، فهتك الستر حتى وقع بالأرض وفي سهوتها ستر، فهبت ريح فكشف ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب فقال: ما هذا يا عائشة؟


(١) سنده حسن رواه أبو داود ٣ - ٢٣٧ حدثنا مسدد ثنا الحرث بن عبيد أبو قدامة عن عبيد الله بن الأخنس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سندٌ حسنٌ معروف وعبيد الله ثقة وليس كما قال الحافظ رحمه الله أنه صدوق يخطئ - انظر تعليقي على التقريب ١ - ٥٣٠ تلميذه الحارث حسن الحديث إذا لم يخاف وهو من رجال مسلم: التقريب ١ - ١٤٢.
(٢) سنده صحيح رواه البيهقي في الكبرى ١٠ - ٧٧ وغيره من الحسين بن واقد ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه وهو سند صحيح مر تخريجه في الحديث قبل السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>