للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت: بناتي. قالت: ورأى بين طوبها فرسًا له جناحان من رقع

قال: فما هذا الذي أرى في وسطهن؟ قالت: فرس

قال: ما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان

قال: فرس له جناحان؟ قالت: أوما سمعت أن لسليمان بن داود خيلًا له أجنحة؟ فضحك حتى بدت نواجده" (١) من قول عائشة إلى تتمتع بدلال هذا الزوج الرائع ورفقته ورفقه .. كانت عائشة تتلقى منه الذوق الراقي والمستوى الرفيع في التعامل حتى مع أعدائه .. ذات مرة كان في بيتها فدخل عليه بعض اليهود فألقوا عليه تحية كالسم .. تقول عائشة رضي الله عنها "دخل رهط من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا السام عليكم .. قالت عائشة: ففهمتها .. فقلت: وعليكم السام واللعنة .. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مهلًا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله .. فقلت: يا رسول الله .. أولم تسمع ما قالوا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد قلت وعليكم" (٢) وإذا كان هذا هو رفقه - صلى الله عليه وسلم - بأعدائه فكيف سيكون موقفه من رجال ثلاثة لا يدرون ما يقولون .. بل ولا ما يفعلون وقد رجع - صلى الله عليه وسلم - من تبوك .. لنعد بالأحداث إلى حيث المسجد النبوي لحظة وصول النبي - صلى الله عليه وسلم - وجلوسه فيه .. هناك بدأت المعاناة لـ:


(١) سنده حسن رواه البيهقي في السنن الكبرى ١٠ - ٢١٩ واللفظ له والنسائيُّ في السنن الكبرى ٥ - ٣٠٦ وأبو داود ٤ - ٢٨٣ عن يحيى بن أيوب حدثني عمارة بن غزية أن محمَّد ابن إبراهيم التيمي حدثه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها والسند حسن من أجل يحيى الغافقى وهو من رجال الشيخين وشيخه لا بأس به من رجال مسلم والبقية ثقات وقد جاء في أبي داود الشك بين خيبر وتبوك.
(٢) صحيح البخاري ٥ - ٢٢٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>