للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به .. قالت أظنك والله صادقًا .. قال: فإني صادق الأمر على ما أخبرتك فذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل .. قال لهم: لم يصبني إلا خير بحمد الله .. قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر قد فتحها الله على رسوله وجرت فيها سهام الله واصطفى صفية لنفسه وقد سألني أن أخفي عليه ثلاثًا .. وإنما جاء ليأخذ ما له وما كان له من شيء ها هنا ثم يذهب. قال فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون ومن كان دخل بيته مكتئبًا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر فسر المسلمون ورد الله ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين" (١) بعدما علموا بانتصارات جيش الإِسلام على أرض خيبر وفدك .. وها هو ذلك الجيش المؤمن يستعد لـ:

[الرحيل .. وقصة النوم عن الصلاة]

يقول أبو هريرة رضي الله عنه: "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قفل من غزوة خيبر سار ليلة حتى إذا أدركه الكرى عرس وقال لبلال: أكلأ لنا الليل فصلى بلال ما قدر له ونام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه .. فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر فغلبت بلالًا عيناه وهو مستند


(١) على شرط مسلم رواه عبد الرزاق ٥ - ٤٦٦ ومن طريقه أحمد ٣ - ١٣٨ وابن حبان ١٠ - ٣٩١ والطبراني ٣ - ٢٢٠ وأبو يعلى ١٣ - ٣٨٣ وعبد بن حميد ١ - ٣٨٥ من طريق معمر قال سمعت ئابتًا يحدث عن أنس.
يقول ابن كثير رحمه الله عن هذا السند في البداية والنهاية ٤ - ٢١٧: هذا الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة سوى النسائي. ولي ملاحظة على هذا القول: صحيح أن رجاله رجال الشيخين، لكن من خلال الاستقراء يبدو أنه على شرط مسلم فقط، ويبدو كذلك أن الإسناد ليس بصحيح وإن كان على شرط مسلم , لأن رواية معمر عن ثابت فيها شيء، وللتفصيل راجع الموسوعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>