للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تجليتها ووصفها .. أو التعبير عن معاناة الوقوف أمامها وأسرها .. هذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوتي جوامع الكلم يقول: فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها. فكيف يكون جمال الجنة يا ترى؟ وفي أصل هذه السدرة (أربعة أنهار، نهران باطنان، نهران ظاهران) (١). (أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران: النيل والفرات) (٢) أي عنصرهما .. وليس معناه أن النيل والفرات الآن متصلان بها.

ثم عرج به - صلى الله عليه وسلم - لكن ماذا بعد السموات السبع.

[صريف الأقلام]

يقول - صلى الله عليه وسلم -: (ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام) (٣) جبريل رفيق المعراج .. كيف كانت هيأته وهو في الملأ الأعلى .. لقد وصفه - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى، وجبريل كالحلس البالي من خشية الله) (٤) كان جبريل كالثوب الرقيق .. قد ذاب من خشية الجبار سبحانه وتعالى.

[فرض الصلوات]

صعد - صلى الله عليه وسلم - هناك .. أعلى من السحب .. أعلى من الشمس والنجوم والمجرات والكواكب .. لقد اخترقها كلها .. إنه الآن فوق السموات السبع .. محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ينتظر شيئًا في هذه الأجواء الشفافة المتوهجة الطاهرة .. في هذا العلو المقدس .. أوحى الله إلى محمَّد - صلى الله عليه وسلم - .. ما أوحى: خمسين صلاة


(١) حديث صحيح. رواه البخاري (بدء الخلق- ذكر الملائكة).
(٢) حديث صحيح. رواه البخاري (بدء الخلق- ذكر الملائكة).
(٣) حديث صحيح. رواه البخاري (كتاب الصلاة- ومسلمٌ كتاب الإيمان).
(٤) حديثٌ حسنٌ رواه الطبراني في الأوسط. انظر صحيح الجامع (٥/ ٢٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>