المشركين من عبدة الأوثان أتباع الوثني المسمى بـ (عبد الله بن أُبي بن سلول) .. لقد اختفى ذلك اليهودي الشرير و (لما قتلوه فزعت اليهود ومن كان معهم من المشركين، فغدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أصبحوا فقالوا: إنه طرق صاحبنا الليلة وهو سيد من ساداتنا فقتل، فذكرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يقول في أشعاره وينهاهم به، ودعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يكتب بينه وبينهم وبين المسلمين عامة صحيفة كتابًا ينتهون إلى ما فيه، فكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبينهم وبن المسلمين عامة صحيفة كتبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت العذق الذي كان في دار ابنة الحارث)(١).
إذًا فقد تحول العهد والميثاق الشفهي إلى:
[وثيقة مكتوبة بين النبي والمسلمين واليهود]
وها هو أحد الصحابة يحدثنا بتفاصيل أدق لتلك العملية فيقول: (مشى معهم رسول الله إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال: انطلقوا على اسم الله .. اللَّهم أعنهم، ثم رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيته وهو في ليلة مقمرة، فانطلقوا حتى انتهوا إلى حصنه، فهتف به أبو نائلة، وكان حديث عهد بعرس، فوثب في ملحفته، فأخذت امرأته بناحيتها وقالت: أنت امرؤ محارب وإن أصحاب الحرب لا ينزلون في هذه الساعة، قال لها كعب لو دعي الفتى لطعنة أجاب، فنزل فتحدث معهم ساعة وتحدثوا معه، ثم قالوا: هل لك يا ابن الأشرف أن نتماشى إلى شعب العجوز فنتحدث به بقية ليلتنا هذه؟ قال: إن شئتم.
(١) جزء من حديث أبى داود والبيهقيُّ. السابق وهو صحيح.