للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إبليس فأخبروه، فقال: هذا حدثٌ حدثَ في الأرض، فأتوني من كل أرض بتربة، فأتوه بتربة، فقال: ها هنا الحدث) (١). وهذه قصة أخرى يرويها ويروي مثلها رجل رموز قريش وأقويائها اسمه: عمر بن الخطاب:

[كاهن وجنية]

في يوم بعثته -صلى الله عليه وسلم- .. كان لأحد الكهان ارتباطه مع جنية .. يتحدث الكاهن إلى عمر بن الخطاب عنها وعن فزعها في ذلك اليوم العظيم فيقول: (بينما أنا يومًا في السوق، جاءتني، أعرف فيها الفزع، فقالت:

ألم تر الجن وإبلاسها

ويأسها من بعد إنكاسها

ولحوقها بالقلاص وإحلاسها

فقال عمر رض الله عنه:

صدق بينما أنا عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل، فذبحه، فصرخ به صارخ لم أسمع صارخًا قط أشد صوتًا منه، يقول:

يا جليلح .. أمر نجيح .. رجل فصيح .. يقول: لا إله إلا الله.

فوثب القوم فقلت: لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا، ثم نادى: يا جليح .. أمر نجيح .. رجل فصيح .. يقول: لا إله إلا الله فقمت فما نشبنا


(١) حديثٌ حسنٌ رواه ابن أبي شيبة، وابن سعد (١/ ١٦٧) والبيهقيُّ. ورواية ابن أبي شيبة: محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، وسند البيهقي: حماد بن سلمة عن عطاء، وسند ابن سعد: ورقاء بن عمر عن عطاء ... وهذا الإسناد صحيح لولا اختلاط عطاء بن السائب في آخر عمره، لكن بعض العلماء قال: إن حماد بن سلمة قد سمع منه قديمًا، وسواء كان ذلك أم خلافه فالحديث حسن بما قبله، لأن حديث عطاء جيد بالشواهد.

<<  <  ج: ص:  >  >>