للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من حطم الأصنام؟]

قريش تسأل غاضبة ولدى فتى الإِسلام علي بن أبي طالب الجواب: (انطلقت أنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أتينا الكعبة، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اجلس، وصعد على منكبي، فذهبت لأنهض به، فرأى مني ضعفًا، فنزل وجلس نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال:

اصعد على منكبي. فصعدت على منكبه، فنهض بي، فإنه يخيل إلي لو شئت لنلت أفق السماء، حتى صعدت على البيت، وعليه تمثال صفر، أو نحاس، فجعلت أزاوله (١) عن يمينه وعن شماله وبن يديه ومن خلفه، حتى إذا استمكنت منه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اقذف به .. فقذفت به، فتكسر كما تنكسر القوارير، ثم نزلت، فانطلقت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - نستبق، توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد من الناس) (٢).

ولما استيقظت قريش وجدت آلهتها مسحوقة .. كالرمل كالرماد.، هل قالت قريش لنفسها: ما هذه الآلهة التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها .. كيف نعبد رملًا .. نعبد رمادًا؟ لم نتلق ردًا من قريش .. لكنه الغضب لا شك .. لا بد أنهم أشاروا يتهمون محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه .. لقد


(١) أي باشره بيده ومارسه.
(٢) سنده جديد رواه أحمد (٢٠/ ٢٢٤) الفتح الرباني، حدثنا أسباط بن محمَّد حدثنا نعيم بن حكيم عن أبي مريم عن علي، أسباط بن محمَّد بن عبد الرحمن القرشي بالولاء، وهو ثقة، لكنه ضعيف في سفيان الثورى وروايته هذه ليست عن الثوري، أما شيخه نعيم بن حكيم فهو حسن الحديث إذا لم يخالف، انظر التقريب (١/ ٥٣) و (٢/ ٣٠٥) وأبو مريم قال النسائي: أبو الحنفي ثقة، وإن كان الثقفي فقد قال الذهبي في الكاشف: ثقة، والحديث رواه البزار وأبو يعلى. ثم وجدت أن أبا مريم ليس بالحنفي ولا بالثقفي بل هو الأسدي كما جاء عند الحاكم (٢/ ٥) فصح بذلك السند لأنه تابعي ثقة، وثقه العجلي والدارقطنيُّ وابن حبان (التهذيب ٥/ ٢٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>