للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من هذه العائلة وما هي قصة السدانة]

باختصار شديد: كان في قريش زعيم يقال له قصي وكان يتم في بيته كل أمر يهم القبيلة ويؤثر في مسارها .. وكان له أربعة أولاد أكبرهم عبد الدار وأحدهم جد النبي - صلى الله عليه وسلم - واسمه: عبد مناف فجعل قصي أمر الكعبة من اختصاص ابنه عبد الدار الذي يقف حفيده بجانب النبي - صلى الله عليه وسلم - واسم حفيده هذا: "عثمان بن عبد الله بن عبد العزيز بن عثمان بن عبد الدار" .. وهو يلقب الآن بطلحة "الحجبي" (١) وكانت المفاتيح عند أمه وهي مشركة وترفض تسليمها فاستأذن لإحضارها .. يقول أحد الشباب القرشين المتشوقين لدخول الكعبة: "دعا عثمان بن طلحة فقال ائتني بالمفتاح فذهب إلى أمه .. فأبت أن تعطيه فقال: والله لتعطينه أو ليخرجن هذا السيف من صلبي .. فأعطته إياه فجاء به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فدفعه إليه ففتح الباب" (٢) لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفض دخول الكعبة بعد فتح بابها!

[لماذا رفض النبي دخول الكعبة]

لقد شاهد مناظر كدرته .. شاهد الشرك متعفنًا داخل الكعبة يلوثها ويخنق براءتها .. شاهد صورًا وتماثيل هي بالنسبة لكثير ممّن يعمرون القبور وينسون الإنسان تحفًا وآثارًا يجب الحفاظ عليها .. لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقدم درسًا علميًا لمن يجعلون من تلك الآثار وحيًا لا يكذب .. درسًا يقول إنها أعمال بشرية محضة تنبع من ميول الإنسان وخياله وهواه وأساطيره وخرافاته .. ولا تعدو إطلاقًا كونها عملًا فنيًا يعبر عمن رسمها ونحتها لا عن حقيقة هذا الشىء المرسوم ووجوده.


(١) صحيح مسلم ٢ - ٩٦٦.
(٢) صحيح مسلم ٢ - ٩٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>