للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم "أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الحجر فاستلمه وطاف بالبيت في يده قوس أخذ بسية (١) القوس فأتى في طوافه صنمًا في جنبة البيت يعبدونه فجعل يطعن بها في عينيه ويقول جاء الحق وزهق الباطل" (٢) ربما كان هذا هو هبل الذي تغنى باسمه أبو سفيان على أرض أحد .. ربما لكن هذا الصنم ليس الوحيد الذي يزعج الكعبة والحرم ومكة .. لم يكن وحده يلوث نقاء الحياة فيها فقد كان "حول الكعبة ثلاثمائة وستون نصبًا فجعل يطعنها بعود في يده وجعل يقول جاء الحق وزهق الباطل" (٣) .. ولما انتهى - صلى الله عليه وسلم - من الطواف وتم كنس بقايا تلك الأخشاب والحجارة التي كانت ملقاة على الكعبة وحولها اكتشف الوثنيون أنهم كانوا يعبدون نفايات جمعها المسلمون وقذفوها خارج الحرم وربما في إحدى المزابل ..

هذا هو الشرك ببساطة غابة من الكلام والهشيم والعناد ليس لها جذور .. ويكفي للقضاء عليها عود ثقاب صغير ..

تناثرت الأصنام وطهرت الكعبة من الخارج فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - تطهيرها من الداخل فطلب مفاتيح الكعبة من العائلة التي شرفها الله بحجابة بيته وخدمته وسدانته.


(١) طرفها.
(٢) سنده صحيح رواه ابن خزيمة ٤ - ٢٣٠ ثنا عبد الله بن هاشم ثنا بهز يعني بن أسد ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال ثنا عبد الله بن رباح وقد سمعه من أبى هريرة ورواه أيضًا من طريق الربيع حدثنا سليمان .. به وسليمان بن المغيرة ثقة من رجال الشيخين وكذلك ثابت وعبد الله ثقة من رجال مسلم فقط وقد تم تخريج الحديث تحت عنوان إسلام أبي سفيان.
(٣) صحيح البخاري ٢ - ٨٧٦ ومسلمٌ ٣ - ١٤٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>