للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} (١). ثم نهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قابضًا على يدي أبي بكر وهو يقول:

يا أبا بكر أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها، بها يدفع الله عَزَّ وَجَلَّ بأس بعضهم عن بعضى، وبها يتحاجزون فيما بينهم، قال علي رضي الله عنه:

فدفعنا إلى مجلس الأوس والخزرج، فما نهضنا، حتى بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سر بما كان من أبي بكر ومعرفته بأنسابهم) (٢).

إذًا

ففي خيمة المفروق لا عطاء .. لكن مجلس المفروق كان آخر الأحزان .. لم يحث في الوجوه .. شتمًا ولا تراب .. رطبًا طريًا كان مجلس


(١) سورة الأحزاب: الآية ٤٦.
(٢) إسناده جيد، رواه البيهقي في الدلائل (٢/ ٤٢٢) واللفظ له، وأبو نعيم (٢٨٢) من طرق عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: .. وأبان بن تغلب الربعى، أبو سعد الكوفي، ثقة قال
أحمد بن حنبل: ثقة، وقال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: ثقة، وقال النسائي: ثقة، لكنه قد عرف بالتشيع، وتشيعه من النوع الذي يقول عنه الحافظ: (التشيع في عرف المتقدمين: اعتقاد تفضيل علي على عثمان .. ثم قال: وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض، فلا تقبل رواية الرافض الغالي ولا كرامة) وهذا الرجل ليس من الرافضة بل ممّن ينطبق عليهم التعريف الأول، ولذلك قال الحافظ نفسه عنه في تقريب التهذيب (١/ ٣٠): أبان بن تغلب أبو سعد الكوفي ثقة تكلم فيه للتشيع. انظر التهذيب (١/ ٩٤) وشيخه عكرمة مولى ابن عباس: ثقة مر معنا كثيرًا.
وقد تكلمت عن الحديث وطرقه بأطول من هذا في (تخريج أحاديث السيرة) عند تخريجي له. وقد قال الحافظ في الفتح: وأخرجه الحاكم والبيهقيُّ في الدلائل بإسناد حسن. انظر فتح البارى (١٥/ ٧١) وقول القسطلاني في المواهب: أخرجه الحاكم والبيهقيُّ وأبو نعيم بإسناد حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>