ماذا يُتَوقع من جيوش الأصنام: أصنام العادات والتقاليد .. وشرف الآباء والأجداد .. والثارات .. وأصنام الحجارة المرصوفة على الأرفف .. وفي مداخل البيوت .. وحتى في خرج المسافر .. وقبل ذلك كله فوق حجارة الكعبة .. تسال لها الدماء .. ويحلف بها .. وتستشار ويصلى لها .. ويذاد عنها بالمال والبنين وزينة الحياة كلها.
ماذا ينتظر أن تفعل كل هذه الأشياء بنبي يتيم .. كل ما يملكه: شهادة قومه بأنه: صادق أمين .. ماذا ينتظر أن تفعل كل هذه الجيوش بفرد أو أفراد يريدون أن يجتثوها من القلوب .. ويغسلوا الأرض والنفوس منها.
إن من أشعلوا أربعين عامًا بلهب الحروب .. وتركوا جماجمهم تمتصها الشمس والرمضاء .. وخلفوا نساءهم تنوح حتى أبكت الخيام .. من أجل بعير أو حصان .. إن من ارتكبوا ذلك لعلى استعداد لارتكاب أشرس من ذلك من أجل عقيدتهم وأصنامهم وميراث أجدادهم .. فهل يظن أحد أن يقدم محمد -صلى الله عليه وسلم- قائمةً بأسماء السابقين إلى دعوته .. ويأمرهم بالمجاهرة بها أمام قريش .. هكذا وبكل سذاجة.؟!
إن هذا النبي لم يأتِ لمكة فقط، إن مكة خطوة أولى .. والأرض كلها طريق .. إن هذا النبي جاء ليحيي أموات القلوب لا ليقامر بحياتهم .. لكن لماذا يخاف من إظهار دعوته .. ويأمر أتباعه بهذا الكتمان والتستر .. والله قد أنطق له الأحجار .. وأمال عليه الأشجار وأظله بالسحاب .. وشق صدره دون أن يمس بأدنى أذى .. أليس الله بقادر أن يحميه وينجيه وينصره وأصحابه؟ .. بلى والله .. إنه على ذلك لقدير .. لكن دين الإسلام الجديد