ويجسد فيها إنجازاته .. فالله أنزل آيات كريمات في منزلة أبي بكر .. وحاز عثمان على الجنة بتلك التبرعات السخية .. ومن قبل تميز غيرهم بإبداعات رضي الله عنهم جميعًا .. فمن أراد أن ينظر إلى الصحابة نظرة الإسلام لهم فليسلط أضواء الشمس عليهم جميعًا ليرى كيف حركوا الدنيا وشغلوا العالم بتكاملهم وتنافسه وتميز كل فرد بقدرات وإنجازات وظفها النبي - صلى الله عليه وسلم - أجمل ما يكون التوظيف .. أما أولئك الذين يزوَّرون حياة الصحابة باختزال الأضواء على حدث أو فرد فهم يسيئون للأحداث وللصحابة معًا .. كما يسيء هؤلاء المنافقون الذين يزرعون المدينة بالإرجاف والتخذيل والسخرية من ثقة المسلمين بأنفسهم وجرأتهم على حدود أقوى دولة في الدنيا ..
ولم يكن علي وحده يلح في الخروج .. بعض المؤمنين المعدمين الذين تنوء ظروفهم بهممهم يتوجهون نحو:
[النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو في حالة غضب]
ربما من المنافقين .. أحد هؤلاء الفقراء رشحه أصحابه للتحدث وهو أبو موسى الذي يقول: "أرسلني أصحابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسأله لهم الحملان إذ هم معه في جيش العسرة وهي غزوة تبوك فقلت: يا نبي الله إن أصحابي أرسلوني إلك لتحملهم فقال: والله لا أحملكم على شيء [وما عندي ما أحملكم عليه] ووافقته وهو غضبان ولا أشعر .. فرجعت حزينًا من منع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. ومن مخافة أن يكون رسول الله - صلى الله ليه وسلم - قد وجد في نفسه علي .. فرجعت إلى أصحابي فأخبرتهم الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فلم ألبث إلا سويعة إذ سمعت بلالًا ينادي:
أي عبد الله بن قيس .. فأجبته .. فقال: أجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك ..