للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كيف علمت قريش بخروج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)]

يقول أحد الصحابة رضي الله عنهم:

(لما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي سفيان مقبلًا من الشام .. ندب المسلمين وقال:

هذه عير قريش فيها أموالهم .. فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها .. فانتدب الناس .. فخف بعضهم .. وثقل بعضهم .. وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلقى حربًا .. وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفًا على أموال الناس حتى أصاب خبرًا من بعض الركبان: أن محمدًا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك .. فحذر عن ذلك .. فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري .. فبعثه إلى مكة .. وأمره أن يأتي قريشًا يستنفرهم إلى أموالهم ويخبرهم أن محمدًا قد عرض لها في أصحابه .. فخرج ضمضم بن عمرو سريعًا إلى مكة) (١) .. ووصل إلى مكة .. وسمعت قريش (صوت ضمضم بن عمرو الغفاري وهو يصرخ ببطن الوادي .. واقفًا على بعيره قد جدع بعيره .. وحول رحله .. وشق قميصه وهو يقول: يا معشر قريش ..

اللطيمة .. اللطيمة .. أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمدٌ في أصحابه .. لا أرى أن تدركوها .. الغوث .. الغوث ..) (٢).


(١) رواه ابن إسحاق ومن طريقه رواه الطبرى (٦/ ١٨٢) من طريقين الأول مرسل عروة وهو صحيح إلى عروة ... والثاني عن ابن عباس لكنه لم يذكر أسماء شيوخه وهم جمع. .. ويشهد له ما بعده.
(٢) حديثٌ حسنٌ. مر معنا عند الحديث عن رؤيا عاتكة وهو جزء من حديث الرؤيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>