وتجمعت قريش حول هذا المشهد الفاجعة .. وصرخت بوجه ضمضم ابن عمرو تسأله عن تفاصيل أكثر .. وثارت مكة .. وارتجت .. وتعالى الضجيج .. وسلت السيوف .. واحتقن الطواغيت .. طواغيت قريش كلهم .. كلهم إلا واحدًا أذهله الخبر فأصيب بالهلع إنه لا يدري ما يفعل وكيف يتصرف .. إنه يرتجف ويرتجف .. يهرول مسرعًا إلى منزله .. وعندما يصل لا يبحث عن سلاح ولا يفتش عن درع ورمح .. إنه خائف جدًا ويكاد يموت من الخوف .. لم يكن ذلك الخوف بسبب تجارة له مع أبي سفيان يخشى أن يفقدها .. الأمر أشد وأخطر .. إنه يحس بدنو أجله .. إنه يرى في كل شبر خارج مكة قبرًا مشرعًا ينتظره .. إنه أمية بن خلف .. وهو لا يستطيع التفريق بين من يقول: الغوث .. الغوث .. ومن يقول: الموت .. الموت ..
كأني به وهو يستمع إلى صراخ ضمضم قد تذكر صراخ سعد بن معاذ في ذلك اليوم المشئوم عندما كان سعد بن معاذ في نزاع مع أبي جهل لأن أبا جهل يرفض أن يطوف سعد بالكعبة وهو من أنصار محمَّد - صلى الله عليه وسلم - .. وعندما حاول أمية إسكات سعد بن معاذ رضي الله عنه.
بشره سعد بنهاية تصطك لها الركب .. بشره سعد وقال له:
(دعنا منك يا أمية فوالله لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
إنه قاتلك .. قال أمية:
بمكة؟ .. قال سعد:
لا أدري، ففزع لذلك أمية فزعًا شديدًا، فلما رجع أمية إلى أهله قال: