للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قريظة تبحث عن مخرج]

عرض عليهم - صلى الله عليه وسلم - أمرين .. وإلا فإن الموت سيقتحم حصونهم .. الأمر الأول: أن يسلموا. فإن أبوا ذلك فعليهم بالأمر الثاني: وهو النزول تحت حكمه - صلى الله عليه وسلم - وأن يرضوا بعقوبة الخيانة التي سينزلها بهم .. ولم يحددها - صلى الله عليه وسلم - حتى الآن .. وهي عقوبة يتوقع اليهود أن تكون شديدة تناسب حجم نذالتهم وغدرهم .. فليست هذه هي الأولى في سجل خياناتهم .. فقد (حاربت قريظة والنضير فأجلى - صلى الله عليه وسلم - بني النضير، وأقر قريظة ومن عليهم) (١) وأعطاهم الأمان .. وعفا عنهم وسامحهم .. ولكنه أخذ عليهم عهدًا مكتوبًا .. وثيقةً بعدم الخيانة والتآمر والغدر .. كتب بينه وبينهم وثيقة بحسن الجوار وأشياء أخرى .. لكنهم يهود .. عادوا فنقضوا كل ما كتبوا .. وها هم أمام حصار خانق وخيارين لا ثالث لهما إلا الموت .. وفجأة دوت صرخة زعيم من زعماء يهود .. تناشد أحد الصحابة وهو "أبو لبابة" رضي الله عنه:

[أبو لبابة يثير الرعب فى نفوس يهود]

بعدما (قذف الله في قلوبهم الرعب، واشتد عليهم الحصار، فصرخوا بأبي لبابة بن عبد المنذر .. وكانوا حلفاء الأنصار "فقال أبو لبابة: لا آتيهم حتى يأذن لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد أذنت لك" فأتاهم أبو لبابة فبكوا إليه، وقالوا: يا أبا لبابة .. ماذا ترى، وماذا تأمرنا فإنه لا طاقة لنا بالقتال؟

فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه، وأمرَّ عليه أصابعه، يريهم أنما يراد بهم القتل) (٢).


(١) حديث صحيح رواه البخاري (٤٠٢٨).
(٢) حديثٌ حسنٌ عدا ما بين الأقواس الصغيرة .. رواه ابن إسحاق وهو في مغازي موسى .. =

<<  <  ج: ص:  >  >>