للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد قبض - صلى الله عليه وسلم - على العاصى فعفا عنه وغير اسمه إلى مطيع .. يقول ابنه عبد الله: "لم يكن أسلم أحد من عصاة قريش غير [أبي] مطيع كان اسمه العاصي فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيعًا" (١)

لكن إذا كانت مكة لن تغزى كدولة غير مسلمة بعد اليوم فإن حلفاء الإِسلام بني خزاعة يريدون الاحتفال بفتحها على طريقتهم المفضلة .. فتقدموا للنبي - صلى الله عليه وسلم - بطلب أخذ الثأر من سبب كل هذا الذي يحدث اليوم بني بكر:

[ثأر خزاعة من بني بكر]

أرادت خزاعة الثأر ممّن غدروا بها ونقضوا العهد والميثاق دون سابق إنذار وهم بنو بكر .. فتقدموا بطلب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يأذن لهم بغزو بني بكر على ما فعلوه فأذن لهم لكنه حدد لهم فترة زمنية قصيرة تبدأ من الآن وحتى وقت العصر فقط .. وقد أعلن - صلى الله عليه وسلم - ذلك على الملأ مطمئنًا قريش على أموالها ودمائها وأعراضها فقال: "يوم فتح مكة: كفوا السلاح إلا خزاعة من بني بكر فأذن لهم حتى صلوا العصر ثم قال لهم كفوا السلاح" (٢) ويقول أحد الصحابة من بين خزاعة واسمه أبو شريح "أذن لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح


= عن الحارث بن مالك بن البرصاء - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة يقول وهو سند مسلم في روايته للحديث السابق مع اختلاف تلميذ زكريا وهو أحد الأئمة الثقات وكذلك الصحابي.
(١) صحيح مسلم ٣ - ١٤٠٩ وكلمة أبي عند الحاكم.
(٢) سنده قوي رواه ابن أبي شيبة ٧ - ٤٠٣ حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يزيد ثقة متقن عابد: التقريب ٢ - ٣٧٢ وشيخه المعلم اسمه حسين بن ذكوان ثقة: التقريب ١ - ١٧٦ وعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده سند قوي مشهور.

<<  <  ج: ص:  >  >>