ذلك .. لكن دماء الحقد المتجمدة الآن في عروق كعب بن الأشرف لا تزال حارةً متدفقة في شرايين بني النضير وغيرهم .. لم يمر سوى زمن يسير حتى:
[أعلن يهود النضير وقريظة الحرب]
يقول عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما:(إن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني النضير، وأقر قريظة ومن عليهم)(١) لكن ما هي:
[قصة إجلاء بني النضير]
وكيف خانوا وحاربوا، وكيف تصرف رسول - صلى الله عليه وسلم - معهم ومع خيانة بني قريظة عندما نقضوا تلك الصحيفة التي أجمع عليها يهود المدينة كلهم .. ؟ يحدثنا أحد أصحاب النبي فيقول رضي الله عنه:
(إن كفار قريش كتبوا إلى عبد الله بن أُبي بن سلول ومن كان يعبد الأوثان من الأوس والخزرج -ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذٍ بالمدينة- قبل وقعة "بدر" يقولون:
إنكم آويتم صاحبنا، وإنكم أكثر أهل المدينة عددًا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه، أو لتخرجنه، أو لنستعن عليكم العرب، ثم لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم، فلما بلغ ذلك ابن أبي ومن معه من عبدة الأوثان تراسلوا فاجتمعوا، وأرسلوا وأجمعوا لقتال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فلما بلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فلقيهم في جماعة فقال:
(١) حديث صحيح. رواه البخاري ومسلمٌ والبيهقيُّ (٣/ ١٨٣).